الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

الانحطاط الإداري !!



الانحطاط كمفهوم معروف لدى الجميع وهو الدفع بالشيء
إلى أدنى مستوياته، وكما هو معلوم بأن الانحطاط له عدة أشكال
فمنها الأخلاقي ومنها الفكري والثقافي الخ...
إلا أنه في حال تجمع هذه الانحطاطات في حالة واحدة لا بد وأن تولد انحطاطًا إداريًّا!

إن من يحملون فكرًا إداريًّا منحطًّا لا بد وأن يكونوا منحطين
أخلاقيًّا وفكريًّا وثقافيًّا، وهذا أمر طبيعي جدًّا ، فلا نستغرب أي تصرف
منحط طالما أننا نعلم مصدره والذي هو عبارة عن كتلة من الانحطاطات.

من الغريب أنه في الفترة الأخيرة تربع بعض من يحملون الفكر
الإداري المنحط على رأس بعض المؤسسات والشركات، ومن الغريب
أيضًا بأن هذه الإدارات دائمًا ما تقرب حولها من هم على شاكلتها ، وطبعًا
تحاول إقصاء المخلصين واستبدالهم بأناس يحملون نفس الفكر
المنحط ، ناهيك عن الانحطاط الأخلاقي ، ومن الملاحظ أيضًا
بأنه كلما زادت درجات الانحطاط لدى البعض ، كان
مؤهلًا أكثر للوصول إلى الأعلى في
ظل هذه الإدارات المنحطة فكريًّا!

إن هذه الإدارات دخيلة على مجتمعاتنا ودخيلة أيضًا
على أخلاقياتنا، إلا أنها استطاعت أن تغير بعض المفاهيم
لتروج أفكارها المسمومة، فأصبح الكاذب يطلق عليه (عيار وفهلوي)،
والمنافق يطلق عليه (يعرف من أين تؤكل الكتف)، والإمعة يطلق عليه (هادئ وعاقل)،
والصادق يطلق عليه (رجعي وغبي)، والمخلص لعمله ولوطنه يطلق عليه (معقد) إلخ...!

إن المتتبع للإدارات المنحطة يجدها دائمًا ما تركز
على كيفية الاستفادة المادية القصوى من خلال موقعها
والصلاحيات الممنوحة لها، فتجدها دائمًا ما تسعى إلى زيادة
رواتبها بأي طريقة كانت، والحصول على امتيازات لم يحلموا بها
في حياتهم ـ المنحطين الإداريين ـ،
وفي المقابل تجدهم حجر عثرة في وجه أي زيادة مادية للموظفين
البسطاء وتجدهم فرسان وشجعان في محاربة المخلصين لعملهم وأوطانهم!
فلا يستغرب الإنسان المخلص إن تمت محاربته لا لجريمة اقترفها ولا لفعل ارتكبه،
وإنما لأنه فقط مخلص وشريف، وهذا ما يثير حمية المنحطين دائمًا.

إن غياب الدور الرقابي لهذه المؤسسات هو السبب الرئيسي
لوجود مثل هذه الإدارات، والتي أصبحت تسرح وتمرح
دون رقيب أو حسيب!!

كلمة أخيرة:
من الصعب النهوض بالمجتمعات والمؤسسات في
ظل وجود مثل هذه الإدارات والتي لا بد لنا من
استئصالها أينما حلت وأينما وجدت.

طارق بن عمر المرهون

تم نشره في صحيفة الوطن العمانية
20/06/2010
Tariq.o@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: