الجمعة، 25 فبراير 2011

الفساد وقود الثورات !

 

من المتعارف عليه وما هو معروف لدى الجميع، بأن الفساد بشتى أنواعه وأشكاله، كان ولا زال الوقود الذي يولد الثورات، بل أنه كان من الأسباب الرئيسية لإنهيار الدول والممالك مهما علا شأنها.

دائما ما يكون للفساد أذناب من المفسدين والذين دائما ما يعطون لفسادهم الصبغة القانونية ودائما ما يمارسون فسادهم من منطلق وظائفهم ونفوذهم ونفوذ من أوجدهم في مناصبهم إما عن طريق ترشيحهم أو تزكيتهم، وهذا بحد ذاته فساد مستوفي الإجراءات القانونية ! .

إن المفسدين دائما ما يسعون لتلميع أنفسهم وأذنابهم وذلك عن طريق الحصول بطريقة أو أخرى على تقارير من مجلات ومنظمات دولية، تشيد بأدئهم وأداء مؤسسات وفقا للتقارير التي يقومون هم بتقديمها لهذه المنظمات والمجلات، نظراً لغياب مؤسسات محايدة تقوم بتقديم تلك التقارير، وذلك في خطوة استباقية يدافعون بها عن أنفسهم أمام كل من يريد كشف فسادهم، ولنا في ذلك مثال ما كان يحدث في تونس فشتان بين الواقع وبين القارير الدولية وهذا ما يجعلنا نتوجس من مثل هذه التقارير.

إن الفساد له عدة صنوف وأشكال تتجاوز التعريفات القانونية له وهذا ما يجعل المفسدين يصولون يجولون دون أي حسيب ورقيب، فمنهم من يشرع لنفسه قوانين تتعارض مع التشريعات والقوانين السائدة والسارية، كما أنهم دائما ما يسعون لتكميم الأفواة وبكل الطرق الملتوية الخسيسة والتي ليست بغريبة عن بيئتهم الفاسدة أصلا، مستمدين قوتهم من قوة ونفوذ من قام بتعينهم وهذا ما سأتطرق له في مقال لاحق إن شاء الله.

من الفساد أيضا هو الصمم الذي تعاني منه بعض الحكومات، فهي دائما ما تصم أذانها أمام أي صوت يدعو للإصلاح ومحاربة الفساد، وكأن لسان حالها يقول قد أسمعت لو ناديات حيا!، كما أن الدور الرقابي الغريب والذي يفكر ويتمعن في نفوذ من يريد مسائلته فهو أيضا مصاب بالصمم إلا عن الضعفاء ومن لا يتحصنون بنفوذ الأقوياء، وهذا ملاحظ وبشكل كبير في الكثير من الحكومات في العالم ، وللأسف هذا ما يولد الكثير من الأعمال التخريبية والتي تؤدي إلى سقوط تلك الأنظمة التي لازالت تعاني من الصمم عن سماع غيرها.

 

كلمة أخيرة:
إن التغيير ومحاربة الفساد ووضع الضوابط المقترنة بالنتائج العملية لا الورقية، يعتبر صمام الأمان لبقاء الأنظمة والدول واستمرار نهوضها وحضاراتها.


طارق بن عمر المرهون

تم نشره في صحيفة الوطن العمانية
بتاريخ 26/02/2011

الخميس، 17 فبراير 2011

للحرية ثمن (إستقالة) !

كما يقال للحرية ثمن بل للحريات أثمان  ، أترككم مع هذه الرسالة التي تبين حقيقة  مايعانيه المثقف والكاتب العماني :


د..........................                        المحترم
الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاتصالات (عمانتل)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد ،،،
قال تعالى :
(من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا)
صدق الله العظيم

  لقد قُدر لي أن أكون أحد الكتاب العمانيين الذين يكتبون ما تمليه عليهم ضمائرهم ، ساعياً بذلك خدمة هذا الوطن وقائده –حفظه الله ورعاه- ، ويعلم الجميع بأنني خلال الفترة الماضية منذ أن بدأت بالكتابة في الصحف إلى يومنا هذا ، لم أتطرق أبدا إلى قطاع الإتصالات أو إلى أية خدمة يقدمها هذا القطاع ، وهذا لايعني عدم وجود أية ملاحظات عندي على هذا القطاع ، ولكن عدم تطرقي لهذا القطاع هو إحتراما مني لجهة عملي بالإضافة إلى أنني لست ممن يشهرون بزملائهم وجهات عملهم .
ومع الأسف فإنني خلال الفترة الماضية تعرضت للكثير من المضايقات المتوالية من جهة عملي والتي ليست بخافية عنكم ، وذلك بسبب كتاباتي بل أنني تعرضت للتهديد والإبتزاز منكم عن طريق مدير عام الخدمات الإدارية بالتكليف ، والذي يؤكد دائما بأنه منفذ لتعليماتكم ، وهنا لابد لي من الإشارة إلى أنه إن كان هناك من يعتقد بأننا ممن يخضعون لتهديدات والإبتزاز ، فإنني أنصحه بقراءة التاريخ جيدا ، والذي هو كفيل بأن يبين معادن الرجال وأخلاقياتهم .
كما أنني أود أن أشير إلى أن عدد القراء الذين لديهم تواصل مباشر معي عن طريق البريد الإلكتروني ووسائل الإتصال الأخرى قد تجاوز الواحد وثلاثين ألف(31000) قارئ  ، وليس لي الفضل في ذلك بل الفضل لله وحده ، هذا بالإضافة إلى القراء الذين ليسوا على أتصال مباشر معي ، لذا أود أن أؤكد على أنني سأستمر في كتاباتي هذه ، مستندا بذلك إلى النطق السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – والذي قال (إن مصادرة الفكر والتدبر والإجتهاد هذه من أكبر الكبائر .. نحن لا نسمح لأحد أن يصادر الفكر أبدا ) .
لقد حاول بعض المسؤليين خلال الفترة الماضية الإدعاء بأنني قد تغيبت عن العمل لعدة أيام وذلك  في محاولة فاشلة لإخضاعي والنيل مني لعدم توقفي عن الكتابة ، وقد مثلت أمام لجنة التحقيق في هذا الشأن ولم تستطع هذه  اللجنة إثبات هذه الإدعاءات .
بناءا على ماتقدم فإنني وبكل فخر أتقدم بإستقالتي إليكم علها  تكون مصدر سعادة لكم ولغيركم ، فدائما ما يراد للسفن العملاقة أن تسير في الجداول الضيقة لتفقد خاصيتها ، ولست ممن ينجرفون إلى تلك الجداول ، ولا يسعني في هذه اللحظة سوى ذكر هذه الأبيات سائلا الله عز وجل أن ينعم على قارئ هذا الخطاب بإستيعاب معانيه :
لكل شيء إذا مـاتـم نقصـــان          فلا يـغــر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول          مــن سـره زمن ساءته أزمان

وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى ،،

طارق بن عمر بن سعيد المرهون


tariq.o@hotmail.com